Murder

نحر العروبة

كنت عربية ذات يوم. ارتديت جامعة "العروبة" في العاشرة( بصورة غيرشرعية) و داومت فيها كل ساعاتي و ايامي. عمامي كانوا من المدرسين و رأيت ابناء عمي بين الزملاء. لم يلاحظ احدا وجودي و لم يسألني احدا عن معتقداتي و ما افكر به. فصرت اعتقد بانهم لا يروني لانني صغيرة. في مدرسة العجم تعلمت القرائة و رحت اقراء بلغتهم, فهناك تعلمت لغة اهلي و حاولت استخدامها في صفوف "العروبة" في حضور عمامي و ابي . لم يلاحظوا محاولتي و ضاع صوتي في صياح الزملاء... و هكذا مرت الفصول. ارتديت جامعة العجم و دخلت مكتباتهم الكبيرة و قرأت كتباً لم يسمحوني ابناء عمامي بقرائتها في صفوف "العروبة". كانوا ينتظرونني لاصبح معلمة و لاصبح واحدة من نساء بيوتهم بعدها. و لكني لم أنهي دراستي ففقدوا صبرهم و اخذوا يلومون ابي و لكن ماذا يفعل ابي؟ قطعت مداومتي في جامعتهم "العروبة" و اخترت بيتا لأسكن فيه و مارست عروبتي الخاصة, لم اسمح احدا بالدخول و لم اخرج الا قليلا و مرت الايام. ذات مرة رجعت من جامعة العجم و جلست في مدخل بيتي و راقبت امي, ابي, اخوتي و عمامي... لم يلاحظوا مراقبتي لهم و هذا ما تعودت عليه منذ سنوات

مرت الايام. نزعت العباءة و الصلاة معاُ. نزعتهما مقابل عيون رشاء و نعيم الخائفة و تركتهما في احدى زوايا بيتنا العربي و طلبت من أمي الباكية بان تعطيهما لاول من يمر لشراء "خبز يابس". من يومها خرجت من بيتي. خرجت عارية و تجولت فى شوارع الاهواز عارية. رصدوني و اخيرا لاحظوني! خرجت من بيتي اكثر و تعرفت على الثورة و العصيان و صاحبتهما. خافوا مني و هددوني. رأيت ابناء عمامي في الشارع و يعرضوني سكاكينهم المخبئة تحت قمصانهم و يؤشرون الى رقابهم. ظننتهم يريدون الانتحار و قد كنت مصيبة. جنّ جنونهم فانعزلت منهم, طردوني من جامعة "العروبة" و فعلوا ما ظنوا كان عليهم ان يفعلوا.نادوني بالكافرة و بالساقطة, حقروا انوثتي و قتلوا برائتي و معها قتلوا العروبة. واصلوا "عروبتهم" الملوثة بدم الانوثة و لم يكسبوا الا الحقد. نحروا العروبة و هكذا انتحروا

و مرت الايام وها انا قد كبرت و لم ازل ابحث عن أذانٍ و عيونٍ.خرجت من جامعة العروبة بدون شهادة و ارتديت جامعة التحرير. نزعت العباءة و الصلاة معاُ و خرجت الى الشوارع عارية و من يومها الشمس تحرق جلدي و انا ماشية اليها